وتناثرت نشارة الخشب على أرضية ورشة ساخي الضيقة في مدينة هرات الأفغانية بينما كانت آلة الرباب الموسيقية الوطنية في وطنه تتشكل تحت يديه الماهرتين.كان ساخي يصنع ربابتين في الشهر منذ عقود، وهو يرفض ترك أدواته حتى في الوقت الذي تخنق فيه حملة طالبان الموسيقى في أفغانستان.
وقال ساخي وهو محاط برباب في مراحل مختلفة من الإنجاز: “لا أعرف سوى هذا العمل وأحتاج إلى كسب المال بطريقة ما”.
لكن “القيمة الثقافية” هي الأهم بالنسبة له من المال، بحسب ما قال الحرفي الخمسيني الذي غير اسمه حفاظا على سلامته وأسماء آخرين أجرت وكالة فرانس برس مقابلات معهم.
وقال “قيمة هذا العمل بالنسبة لي هي… التراث الذي يحمله. التراث يجب ألا يضيع”.
وتوافق منظمة اليونسكو التابعة للأمم المتحدة على ذلك، حيث اعترفت في ديسمبر/كانون الأول بفن صناعة الرباب والعزف عليه باعتباره تراثًا ثقافيًا غير مادي في أفغانستان وإيران وطاجيكستان وأوزبكستان. يُصنع الرباب من خشب التوت المجفف وغالبًا ما يكون مرصعًا بعرق اللؤلؤ، وهو يشبه العود…